إن ما تشهده أرض الضفة الغربية حرب شعواء على الإسلاميين وبالأخص أنصار حركة المقاومة الاسلامية حماس، فأبناء حماس يلقون ما يلقون من عذاب علي أيدي أجهزة السلطة داخل الزنازين المغلقة والتي يمارس عليهم بداخلها أشد وأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي وكل ما يحصل داخل هذه السجون لا يمت للإنسانية بصلة بل ويقف البشر بصمت وذهول أمام سجن غوانتنامو وهم لا يعلمون أن ما يحصل في سجون الضفة الغربية أشد بكثير مما يحصل في غوانتنامو، ولا أقول ذلك من باب التهويل بل من باب الحقائق ومئات الشهادات الحية على ذلك سيكتبها التاريخ.
ثبات حتى الممات
قد يتساءل احدنا أين الثبات والصبر على الأذى حتى يأتي الله بفرجه، ونحن نجيب هنا أن أبناء حماس داخل هذه السجون وبحمد الله تعالى هم من أصبر العينات البشرية، فهم رغم ما يلقونه من ممارسات وحشية وتعذيب مرير إلا أنهم وبحمد الله صابرون محتسبون ذلك أجرا عند الله تعالى، ولكن كما نعلم أن الإنسان لا يحتمل فوق طاقته "لا يحمل الله نفسا الا وسعها " والحقيقة ان ابناء حماس يحملون فوق طاقتهم.
الإعلام المغيب
إن الذي يتابع الإعلام وبالأخص الإعلام الحمساوي الذي يخرج من الضفة الغربية يرى حجم الاعتقالات والممارسات في الضفة الغربية، وفي هذا الصدد يجب ان يكون الجميع على العلم بأن الإعلام الذي يخرج من الضفة الغربية انما هو غيض من فيض فاغلب مناطق الضفة الغربية لا تغطى إعلاميا فبعض المناطق لا يصلها الإعلام الحمساوي وذلك بسبب اغلاق جميع المكاتب الإعلامية المقربة من حركة حماس ومنع صحيفة فلسطين والرسالة من النشر في الضفة وكذلك منع قناة الاقصى ومحاكمة كل من يعمل فيها على عكس ما يحصل في غزة مما يؤدي الى تفرد هذه الأجهزة المجرمة بأنصار حركة المقاومة الإسلامية حماس.
اعتقالات متبادلة
ولا يقف الأمر عند اجهزة السلطة الفلسطينية فقط بل ان العدو الصهيوني ياتي مكملا لدور اجهزة السلطة ويكون ذلك بعد الافراج عن ابناء حماس من سجون عصابات السلطة وبعد ممارسة أبشع انواع التعذيب عليهم من قبل مجرمي اجهزة عباس واطلاق سراحهم يكون العدو الصهيوني لهم بالمرصاد فأغلب من تم اعتقالهم من قبل أجهزة عباس تقوم قوات الاحتلال باعتقالهم والتحقيق معهم وتعذيبهم وفي الغالب يكون الملف الذي سجن عليه ابناء حماس لدى عصابات عباس هو نفس الملف الذي يتم التحقيق مع ابناء حماس عليه لدى الاحتلال الإسرائيلي، والعكس تماما يحصل كذلك حيث أن عصابات عباس تقوم باعتقال أبناء حماس المفرج عنهم من سجون قوات الاحتلال الاسرائيلي والتحقيق معهم على ملفات قد تم اعتقالهم عليها لمدة سنوات، وأصبح أبناء حماس في سجون الاحتلال يتأملون بالتجديد الإداري لهم حتى لا يتم اعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية بعد الإفراج عنهم.
مؤسسات مغلقه بأمر من الجيش الإسرائيلي وما تبقى من أجهزة السلطة
وان من الواقع المرير ايضا في الضفة الغربية ما يتعدى أبناء حماس ليصل الى المؤسسات المقربة من حركة حماس ليتم اغلاقها مع العلم ان جميع هذه المؤسسات مؤسسات خيرية تقوم على مساعدة المجتمع الفلسطيني وتم تأسيسها لأجله وكانت تعمل بأمانة وإخلاص لخدمة هذا الشعب المقهور واغلب هذه المؤسسات تعتني بأمور اليتامى والمساكين وذوي الاحتياجات ، وتم إغلاق أعداد كبيره منها مما أدى إلى حرمان المئات من المستفيدين من هذه المؤسسات من لقمة عيش تكفيهم ، ولا يقف الأمر هنا فحسب فالمؤسسات التي تم إغلاقها من قبل السلطة هي المؤسسات التي لم يغلقها الاحتلال فكان دورهم هنا مكملا لدور الاحتلال الإسرائيلي.
إن أبناء حماس في الضفة الغربية لا بواكي لهم وعميقة هي جراحاتهم فيا لها من جراحات عميقة بل وتزداد عمقا، والجرح الى زيادة مستمرة بل ويحملون على عاتقهم عبئاً كبيراً ويحتاجون إلى من يخفف عنهم هذا العبء الكبير، فهبوا يا أبناء حماس لنصرة إخوانكم.