خمسة عشر عاما على فراق أسد الكتائب، القائد عماد عقل رحمه الله، وفــــاءً وتقديراً ومحبة
خمسة عشر عاما وبعد..
وكأن الخلود سيرة خضراء ترسم الخطو على حاف طريق مزروع بالشوك والشوق، و قيل وعر هذا الطريق...
وكأن الخلود إرادة من حديد، وتصميم وعزم شديد، وخوف مقهور تضاءل أمام الشجاعة وحب الشهادة...
وكأن الخلود يحمله يقين برب العالمين، سعيا إلى التمكين لهذا الدين، وقهر العدى ومن والاهم من الخائنين..
وكأن الخلود عربونه خمسة عشر عاما تمر ولا تزال سيرتك الزكية بين اللسان والقلب نرددها فتبعث فينا بصيص أمل متوهج لا لم يثنه طول السنين..
وكأننا بك موجودا بين ظهرانينا يا عماد !
خمسة عشر عاما وبعد ..
وبعد ما تركت موجود، هؤلاء جند تعصبوا بعصابات خضر قد تواروا بين الأحراش، عيونهم ترقب الفرائس ورصاصهم يعرف طريقه إلى صدورها..
وهؤلاء من خانوا يكيلون للوطن المصائب تلو المصائب، يسعون فيها فسادا، يحذوهم أغباهم رئيسا على مملكة من الأوهام..
ومن تبقى مليار من النيام، يصحون على وقع الطبول حينا، وتفرقهم سيرة العصي في أغلب الأحيان..
وبعض من الصادقين توزعوا في الأقطار، يذكرونك ياعماد.. ولسانهم يلهج بالدعاء عساه موعد لقاك يأتي في يوم من الأيام..
خمسة عشر عاما وبعد ..
لم نزل نكتب في حب فلسطين النشيد، وتصدع به الحناجر من فوق المنابر، ونحن نبحث عن خنجرك ورشاشك، ونعزي الوطن بفقدانك، ومن على موقع القسام نستنير بسنا أفكارك، و نتفرس فيك من خلف اللثام الأحمر ونعشق وقع كلماتك، ونقول ايييه ياعماد من عساها تأتي اليوم بأمثالك؟
خمسة عشر عاما وبعد..
مازال الناجون لا ينامون، ومازال بعضهم يخشى الخروج ليلا حتى لو أحاطه جيش من الجند له حامون، ومازال آخرون يزورون أطباء النفس علهم يلقون شفاء يمحي ذكراك من ماضيهم ويأملون، ومازالوا حين تُذكر ترتعد فرائصهم، مازالوا جبناء ياعماد، كما تركتهم، كما زلزلت الأرض تحت أقدامهم لازالوا يُزلزلون...
خمسة عشر عاما وبعد..
نبكيك في كل مرة، ونحن إذ تضيق بنا الحيل ويختفي بين يدي ذكراك كل الكلام، ويعجز عن بيان حالنا كل البيان، ونسعى إلى لحن جديد، يختلف عن لحن كل عام، لكنها خمسة عشر عاما شداد طوال قد ملأن عرض الزمان..
بعد لم يفارقنا ألم الفراق ولحن الأنين، تشتاقك ضفة القسام، تشتاقك غزة الصابرين
يشتاقك كل عزيز صادق وأمين
وعزاؤنا فيك الخلود ياسيد الميدان ياأسد الكتائب .. خالد أنت في هذه الدنيا ذكراً، وخالد عند ربك ياأسد الكتائب.
موضوع: في ذكرى أسد الكتائب --- 15 عاما وبعد! 
الثلاثاء ديسمبر 02, 2008 10:26 am
