--------------------------------------------------------------------------------
لو تعلم غزة أن ضفائرها حبال مشانق لضمائرنا وخطبنا وقصائدنا الحولية ومعلقات الغزل فيها ,
لو تعلم غزة أنها أنثت ذكورتنا وجعلت تاء التأنيث تالية لكل أسماءنا
لو تعلم غزة أنها كشفت ضميرنا المستتر بالخمار والنقاب
لو تعلم غزة انها جلبت للعدالة ضميرنا الغائب والمتغيب والمتذرع بكل الحجج السخيفة والقبيحة والأعذار المضحكة
عفواً غزة ..
نامي ... نامي
فالليل أصبح سرمدا
والذل أمسى سرمدا
وحساب التفاضل والتكامل أصبح هندسة التسطيح
وأشجار الحور أصبحت تتمدد على الأرض مثل نبات البطيخ
والجبال هبطت للأسف كثيراً كثيراً حتى يتسلقها الماء
وأنت وحدك تعاندين الريح
غزة تتسللين من شقوق غرفة نوم الخليفة وتفضحين سره
وتهتكين ستره
وتكشفين عجزه
وتنزعين الوهم من عقولنا
وتغسلين رماد الليل من جفوننا
وتتريكننا بلا خليفة
وبلا رجولة
وبلا ورقة توت
تتركيننا عراة .
غزة..
أنشوطة تلتف على أعناقنا المنعمة الجميلة
تحاصرنا وتخنقنا وتمنع عنا السعادة والتلذذ بفراشنا
تطارد أحلام الرجولة التي تتغشانا قبيل الصبح
غزة هل تعلمين أنك جرح كرامتنا النازف كل يوم !!
غزة , متى تتعلمين الركوع حتى نستطيع نحن رفع رؤوسنا !!
غزة متى تتعلمين الخنوع حتى تعود لوجوهنا الحياة.
أه منك يا غزة ..