عندما يتم طلب العون من الحر صاحب الذوق الرفيع، فإنه يصبح طوع البنان ورهن الإشارة.. ،، وتجده مسرعا لتلبية نداء الواجب باذلا ومضحيا جذلا،تعلو محياه دلائل الرضا وعلامات الحياء، إذ كيف لم يسارع إلى واجبه قبل ان يُطلب اليه ذلك،
وأما العبد المستخدم صاحب الذوق الدميم.. فإن مخاطبته بالحسنى ، وتبجيله والإسراف في إظهار أياديه ، وملاينته في الكلام المستصحب للمنطق الحسن تثير في نفسه الشكوك وحوله الغبار ،، ويتساءل ببلادة . كيف تطلبون مني وتقبلون علي بإلحاح بينما تصدون وجوهكم بكبر بالغ عن أسيادي.. كيف تنظرون إلي بينما تصعرون أعناقكم بإباء عن أولياء نعمتنا ومستخدمينا.!! كيف تعبسون في وجوه أسيادنا وتبسمون لنا نحن العبيد؟ وبأي منطق تحاولون اتيان البيوت من نوافذها المغلقة بينما أبوابها مشرعة ؟؟
فالعبيد يتمنعون وحُقَ لهم ان يتمنعوا.!! لأن العبد يدرك أن توجه الحر اليه دون سيده فيه إهانة وتهميش لهذا السيد ، هذا فضلا عن أنه لم يعتد ان يوضع امام المحك لتختبر حريته إذ لا يملكها أصلا..!! من هنا نرى أنه لا جدوى أبدا من المناشدات ومعسول الكلام في حق هؤلاء العبيد .. وما مضى منها يكفي لإقامة الحجة والإعذار أمام الله تعالي ومن ثم أمام الناس..!! آن الاوان ليتغير الخطاب في وجوه هؤلاء القوم فهم (الناس) وحبلهم هو أحد حبلين قضى الله تعالى بهما منع الذل والهوان عن الصهاينة المجرمين الى أجل لحكمة أرادها ..
آن الأوان ليعلموا أنا لا نستصرخهم ولا نعول عليهم أبدا لأنه لا يُستصرخ إلا الرجال .. وأنا لا نبكي على أعتابهم لأن كل نياشينهم لا تكفي لنسج مقلاع يحمله فتى فلسطيني يذب به عن حياض القدس وفلسطين !! آن أن يعلموا بأنا لا ننتظر منهم فرجا ولا دعما لأنهم جزء أصيل في مشكلتنا .. نعم يا حكام العرب أنتم علينا لا معنا ، وسيوفكم لم تُصقل إلا لنا لا لغيرنا.،
يا حكام العرب إن الوقوف مع غزة المحاصرة هو شرف عظيم ومكرمة بالغة أنتم لستم لها أهل ،إن مواجهة اسرائيل والوقوف في دائرة الصراع مع بوش هي شهادة سامية لم تتأهلوا بعد للحصول عليها،، فعجزكم ان تكونوا أنداداً لبوش هو ما يجعلكم تبع له، وضعفكم الذي يجعلكم غير قادرين على ان تكونوا ضده هو ما يجعلكم معه.. فأبشروا أهل غزة خيراً..
نحن ندرك تمام الإدراك أن إحكام الطوق حول أحباب محمد صلى الله عليه وسلم ، هو البينة الدالة عليهم ، به يعرفون .. ولو ان حكام العرب تداعوا جادين لغزة يفكون حصارها الظالم لشككنا في أننا نعيش المرحلة المُبشَرَ بها لأن ذلك يناقض الهدي الشريف، ولوضعت على حماس حجرا بعد حجر.. فماذا تريدون بعدها يا أهل غزة بالله عليكم ؟ ألا يرضيكم أن تكونوا أنتم اهل البشارة ولم عانيتم ؟ ألا يسركم أن تنتظروا امر الله وما هو عنكم ببعيد ولو مُنعتم أسباب الحياة ؟؟ لا تتأملوا فيهم ولا تناشدوهم ولا تلتمسوا منهم العون ولا تركنوا لغير ذات الله العلية..
ولو مالت بكم الأماني فلا تميلوا بها نحو حكام أسماؤهم عربية وأهواؤهم عبرية .. ولو أصررتم على التمني فتمنوا لو أن لكم بهم جميعا امرأةً .. نعم إمرأة(كمارجرت تاتشر ) والتي انتفضت كلبؤة جريحة وأرسلت أساطيلها لمئات الأميال لتثبيت حكمها الجائر على الأطراف الجنوبية للقارة الأمريكية يوم ان أراد أهل البلاد التحرر من سلطان مملكتها،وإلى ان تتحقق هذه الأمنية ينبغي عدم الإسراف في تقديم التماسات العون وإظهار الشكاوي لهؤلاء .!!
فيا حجاج غزة إن أردتم الحج هذا العام فسيكون لكم .. ولكن أتقبلون حجا ً يسمح لكم به بوش والمرت ؟ بالتأكيد لن تقبلوا .!! فكيف تتأملوا السماح لكم به من عبيدهما إذاً !!هل سيسمح هؤلاء المستخدمون لكم ، وأنتم تعروهم في اليوم الف مرة بثباتكم وصبركم وجلدكم.. هل يُعقل أن يسهم هؤلاء الموظفون بتقريع أنفسهم بانفسهم يوم أن يدَعوكم تجتازوا الحدود والبلاد ملبين بصدق لبيك اللهم لبيك ، بينما المطلوب منكم أن تلبوا بالصيغة التي يتقنها هؤلاء .. وشبوا عليها وشابوا في سبيلها ، لبيك بوش لبيك وأموالنا بين اديك ، لبيك يا صهيون لبيك ولبيك يا رباعية .. فهم تبعهم وظلهم وامتدادهم ، فانعموا بالرضا والقبول والتسلميم حجاجنا الأطهار.
فعناية الرحمن تُعدكم لأمر جلل أهلنا في غزة ،، وكلما اشتدت وطأة الحصار وتنكب ذوي القربى المفترضين .. كلما أصبحتم أهلا لحمل الامانة وقدرة على استقبلال أمر الله المحتوم.. فهذا الضيق الذي تعايشون يتجاوز التمحيص والإبتلاء ، إنه الإعداد والتهيئة لتكونوا رواد حركة التغيير التي ستملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملأها بوش ظلما وعدوانا .. وستكونون منارات يقصدها طلاب العزة والكرامة في بقاع الأرض أجمعين .. ولتعلمن نبأه بعد حين.
التوقيع :
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك