فلسطينيون يتحدثون عن طرق التعذيب في سجون السلطه
شبكة فلسطين للحوار – فريق الترجمة
Palestinian Discussion Forum (paldf.net) -Translation Team
Palestinians speak of widespread torture in PA jails
From Khalid Amayreh in Occupied East Jerusalem
المصدر
برغم نفي السطلة الفلسطينيه في مقرها برام الله، تحدث المفرج عنهم من سجونها عن طرق التعذيب والإفراط فيه و المعامله القاسيه التي تعرضوا لها على يد المستجوبين.
ووفقاً لشهادة عدد من المفرج عنهم في الخليل، فإن طرق التعذيب هي الضرب المفرط وعادة بأسلاك الكهرباء وخراطيم المياه و أسوأها "تقنية الشبح".
في الشبح، وصفها الضحايا بأنها "بداية العمل"وهي تكون بترك أحد المحتجزين بوضعية جلوس على كرسي صغير وتربط ذراعيه بظهره في وضعية تسبب آلام حادة في عضلات الذراعين والعنق.
وضعية الشبح
والبقاء على الشبح طويلاً تسبب شللاً في أحدى اليدين أو كليهما، كما هو الحال مع رائد شرباتي من الخليل، الذي عانى ما يقرب الشلل الكامل في الكتف واليد.
شرباتي وصف التعذيب في سجون السلطة الفلسطينية بأنها "قاعدة، ليست إستثناء"
أحمد سلهب ، 35 عاماً، هو الآخر ضحية تعذيب شديد، قال أنه تعرض "لتجربة تشبه الموت" تعرض للتعذيب الجسدي على يد المخابرات (مقر الاستخبارات) في الخليل.
"أنا لا أستطيع التحمل أكثر من ذلك، أصبحت مشوشاً، تقريباً فقدت كل معنى للزمان والمكان وبدأت بقراءة الشهادة، وراودني شعور بأن الموت قريب"
أحمد سلهب
وفيما يلي مقتطفات من شهادة سلهب:
أنا تاجر قطع غيار سيارات، منذ ستة أسابيع تقريباً جاء أربعة من ضباط المخابرات إلى عملي في الخليل، قالوا لي أنهم يرغبون"بالدردشة" معي لمدة عشر دقائق، ولكن عندما وصلنا إلى مبنى المخابرات، باشروا على الفور بتطويقي وإجلاسي بوضعية قاسية لمدة ساعات، ناشدتهم أن يفلتوا يدي لأنني قد أصاب في العمود الفقري، قلت لهم أن يدي ستشل إذا تركوها مقيده" ولم يعيروني أي اهتمام، وقالوا "ولتصاب بالشلل نريدك أن تموت" ثم قاموا بتغطية رأسي بكيس رائحته نتنه، وتركوني على هذا الحال لعدة ساعات، بعد ذلك فكوا قيدي وأخذوني لغرفة التحقيق.
هناك سألوني اذا كنت من أنصار حماس الذين صوتوا لصالحها في انتخابات عام 2006، قلت لهم بأنني لست عضواً في حركة حماس، وأنني مسلم متدين عادي، سألوني أذا كنت قد صوت لصالح الدكتور عزام سلهب ابن عمي، فقلت نعم فعلت ولكن ليس بصفته أحد قادة حماس بل بصفته ابن عمي. لم يصدقوني ومن جديد أجلسوني بوضعية "الشبح". (عزام سلهب هو أستاذ الفقه الإسلامي في جامعة الخليل الذي كان أحد الأسرى في السجون الإسرائيلية لأكثر من 4 سنوات لآرائه السياسية).
"وفي أحد الأوقات قاموا بربطي وضربي وركلي حتى أنهم داسوا بأحذيتهم على رأسي بطريقة هجومية قاسيه" ، "ثم فقدت القدرة على الوقوف".
"وفي اليوم التاسع ، تعرضت للإغماء تقريباً، وشعرت بأني على وشك الموت ، لقد فقدت كل معنى للزمان والمكان وبدأت بقراءة الشهادة"
بدأوا يدركوا أنني لست إلا جثة أمام أعينهم فأخذوني إلى الطبيب الذي أبلغهم أني أعاني من تفكك في العمود الفقري واحتاج إلى رعاية طبية عاجلة" . "قضيت شهر واحد تحت وصايتهم ، كان كالجحيم"
وقال سلهب أنه كان يسمع صراخ السجناء الذين يتعرضون للضرب والتعذيب، وقال أنهم من منطقة الخليل، بما فيهم أمجد الحموري ، وهو مرشح سابق للمجلس التشريعي الفلسطيني.
سجين آخر قد تعرض لهذه"التجربة الكابوسية " في مركز استجواب الاستخبارات العسكرية في الخليل هو غسان كراجا من بلدة حلحول ، شمال الخليل.
ووفقا لزوجته سمر، كراجا قضى مدة شهر واحد في الاستخبارات خلال الاحتجاز وتعرض فيها لجميع أشكال التعذيب القاسية.
"الآن فقد الذاكرة، ويعاني من ارتعاشات متكرره في أطراف جسده وغيرها من الأعراض العصبية.
وقالت" إنه يعانق أطفالنا طوال الوقت كما لو أنه يخشى من كارثة وشيكة، وبصفة عامة أصبح سلوكه غريباً وصار غير إجتماعي وإنطوائي جداً"
ووفقاً لمصادر حقوق الإنسان في الضفة الغربية، هذا التعذيب في سجون السلطة يمارس على نطاق واسع وسراً.
"السبب في أننا لا نسمع الكثير عن ذلك لأن الضحايا تتردد في الكلام حتى أنها تحذر من ذلك حتى لا تتعرض للسجن والتعذيب من جديد" هذا ماقاله أحد الناشطين في مجال حقوق الإنسان طلب أن تبقى هويته مجهوله.
"من سيهتم لقضيتي، منظمة العفو الدوليه أو منظمة حقوق الإنسان، من سيلقي بالاً لنا" قال الناشط.
وقد أوضحت إحدى أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في منطقة نابلس،منى منصور، أن ذلك يرجع لأن العديد من ضحايا التعذيب يقدمون تعهدات خطية بالامتناع عن التحدث عن تجربتهم.
حسين الأعرج بالنيابة عن السطلة الفلسطينيه في الخليل قال أن الأحاديث عن التعذيب في مراكز السلطة الفلسطينية هي "إما مبالغ فيها أو غير موجودة على الأساس".
"ولعلكم تعلمون أن هناك عناصر داخلية وخارجية مصرة على تلطيخ وتشويه صورة السلطة الفلسطينية ".
الأعرج نفى وجود سجناء سياسيين أو معتقلين سياسيين في سجن السلطة الفلسطينية.
عندما سأل هذا الكاتب وهو محام معروف في الخليل التعليق على تصريحات الأعرج قال:
"إنه على حق بطريقة ما، في (السلطة الفلسطينية) ينظر لمن يؤيد أو يدعم حركة حماس،أو الذين صوتوا لها بأنهم ارتكبوا جناية. ومن ثم فإن جميع هؤلاء الناس ينظر إليهم كالمجرمين ، وليس معتقلين سياسيين. حتى من وجهة نظره ، وهو محق في ذلك"
"تعلمون خلال أيام الاتحاد السوفياتي السابق، السلطات السوفياتية نفت بشدة وجود المعتقلين السياسيين في السجون السوفياتية، على الرغم من وجود الآلاف من الناشطين السياسيين المعروفين باسم المنشقين يرزحون في السجون، العديد منهم حولوا إلى المراكز النفسية"
ملاحظة أخيرة : في متابعتي لهذه القصة ، لقد اكتشفت أن الهدف و الدافع الرئيسي وراء التعذيب في سجون السلطة الفلسطينية ليس لانتزاع الاعترافات من الضحايا كما هو الحال في كثير من البلدان التي تستخدم التعذيب.
العديد من السجناء السابقين أوضحوا أنه في مواقف كثيرة خلال التعذيب قيل لهم من قبل المستجوبين "أن هذا بسبب ما فعلته حماس في غزة".